وفقًا إلى البيانات الأخيرة التي وردت عن تعدين البيتكوين فإنها تشير إلى أنه ينخفض، بل ويقترب أيضًا إلى القاع، ومن الجدير بالذكر أن سعر عملة بيتكوين وصل إلى أدنى مستوياته، ويُمكن القول إن هذا ليس أمرٌ متوقع، ففي 11 يونيو 2024، شهدنا أكبر حجم يومي لبيع البيتكوين من قبل المعدنين منذ مارس، حيث تم بيع 1,200 بيتكوين عبر المعاملات خارج السوق (OTC).
لكن على النقيض احتياطيات المعدنين من البيتكوين انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ عامين؛ مما يشير إلى ضغوط مالية كبيرة تواجهها هذه الصناعة، كما وصل عدد البيتكوين الذي يحتفظ به المعدنون إلى 1.8 مليون بيتكوين في حين كان يتم تداول البيتكوين بسعر 66,800 دولار، مقارنةً بـ2.01 مليون بيتكوين قبل وصول السعر إلى أعلى مستوى له في مارس؛ مما يعكس عمليات بيع مكثفة.
علاوة على ذلك، فإن انخفاض معدل التجزئة (hash rate) بعد تحطيمه اتجاهًا صعوديًا استمر لمدة 18 شهرًا يعد دليلاً على استسلام بعض المعدنين. من الجدير بالذكر أنه من بعد انهيار عام 2022 تقترب مقاييس عمال مناجم البيتكوين إلى الانهيار، ومن بعدها انخفضت الإيرادات الخاصة بالتعدين من 79 مليون دولار إلى أن وصلت لـ29 مليون دولار.
يجب الوضع في الاعتبار أن هناك الكثير من علامات استسلات البيتكوين، وأهمها انخفاض المعدل الخاص بالتجزئة، بالإضافة إلى انخفاض سعر التجزية أو إيرادات التعدين، وكلاهما ينخفض بشكل ملحوظ جدًا في خلال هذا الشهر، فضلًا عن أن عمال المناجم يعانون من ضربة كبيرة أو اضطراب فبي معدل إيراداتهم اليومية.
أسباب استسلام صناعة تعدين البيتكوين
لا شك أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع إلى الاستسلام في صناعة تعدين البيتكوين، وأهمها تكاليف الكهرباء؛ حيث إنها أحد أكبر العوامل التي تؤثر على ربحية تعدين البيتكوين، وفي الأماكن التي تكون فيها تكاليف الكهرباء مرتفعة، قد يجد المعدنون صعوبة في تحقيق الأرباح؛ مما يدفعهم للتخلي عن التعدين.
كما يعتمد الربح من تعدين البيتكوين بشكل كبير على سعر العملة، وإذا انخفض سعر البيتكوين بشكل كبير، فإن ذلك يمكن أن يقلل من الأرباح إلى حد قد لا يغطي تكاليف التشغيل؛ مما يجبر المعدنين على التوقف عن نشاطهم، فضلًا عن أنه يحدث تقسيم المكافآت كل أربع سنوات تقريبًا، حيث تنخفض مكافأة تعدين الكتلة الواحدة إلى النصف، وهذا يعني أن المعدنين يحصلون على نصف المكافأة المعتادة لنفس الجهد.
كذلك يتطلب تعدين البيتكوين أجهزة متخصصة باهظة الثمن، وإذا كانت هذه الأجهزة غير فعالة أو أصبحت قديمة، قد يضطر المعدنون إلى استثمار مبالغ كبيرة في تحديث أجهزتهم؛ مما يزيد من التكاليف التشغيلية ويقلل من الربحية، ولا يُمكن التغافل عن الصعوبات التقنية والاختراقات؛ حيث يتطلب التعدين مهارات تقنية عالية وإدارة مستمرة للمعدات، إضافة إلى ذلك فإن هناك خطر دائم من الهجمات السيبرانية التي قد تؤدي إلى خسائر مالية للمعدنين.
اقرأ أيضًا: مُحلل مشهور: البيتكوين ستصل إلى 150 ألف دولار بنهاية 2024
من أسباب الاستسلام أيضًا أن تعدين عملة البيتكوين يستهلك كميات كبيرة جدًا من الطاقة؛ مما يؤدي إلى انتقادات بيئية كثيرة على هذا الأمر، وبالتالي فإن بعض المعدنين قد يقررون التوقف عن التعدين بسبب الضغط البيئي أو التشريعات البيئية المتزايدة التي تقع على عاتقهم. لذا يُمكننا القول إن صناعة تعدين البيتكوين تواجه تحديات عديدة؛ مما يجعل الاستمرارية فيها صعبة للغاية دون وجود استراتيجية فعالة لتقليل التكاليف المدفوعة في هذه العملية وتحسين الكفاءة التي تتم بها؛ حتى لا ينتج عنها أي مساوئ أو مخاطر سواء للمعدنين أو للبيئة بشكل عام.
