مع انخفاض فئة الأصول المشفرة بنسبة 18%، والبيتكوين بشكل مخصص من 60 ألف دولارًا إلى 49 ألف دولارًا، فهذه التقلبات تسببت في تخوف البعض من الاستثمار، ولكن هل تستحق البيتكوين الشراء بالرغم من تقلباتها في السوق؟
هل تستحق البيتكوين الشراء بالرغم من تقلباتها في السوق؟
بعد ارتفاع عملة البيتكوين بنسبة 60% شكَّل الانخفاض المفاجئ لها صدمة للبعض، ولكن هذه التقلبات ليست بجديدة، حيث أثبت تاريخ البيتكوين أن التصحيحات الكبيرة بإمكانها أن تحدث في أثناء فترات الارتفاع. مع العلم أن هذه التصحيحات تُعد تذكيرًا لتقلبات الأصول الرقمية، كما أنها تشير إلى الفرص المهمة التي يجب استغلالها، ففي إبريل من عام 2020 انخفضت عملة البيتكوين بما يُقدر بـ 40%، كما أن هذه الأنماط تكررت كثيرًا طوال التاريخ الماضي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تعزيز فكرة الانخفاضات وعدم التخوف بشأنها، بل أن البعض يمكن أن يعتبرها فرصة مميزة للشراء.
فقد قال المستثمر الأسطوري وارن بافيت ” كن خائفًا عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعًا عندما يكون الآخرون خائفين “، وهذا بالرغم من كونه حياديًا بشأن شراء البيتكوين. لكن مع حالة الخوف الشائعة بين المستثمرين، فكثيرًا ما تكون الأصول مُقدرة بأقل من القيمة التي تستحقها، وهذا السلوك يؤدي إلى انخفاض سعر الأصول، أما بالنسبة للمستثمرين فبإمكانهم الحفاظ على استثماراتهم عبر التركيز على الخطط طويلة المدى، واستغلال هذه الفرصة للقيام بشراء البيتكوين بسعر منخفض.
يمكننا التطرق إلى نقاط القوة التي يتمتع بها البيتكوين، فبرغم الانخفاض الذي يتعرض له الآن إلا أنه لا زال العملة المشفرة الأهم على الإطلاق بفضل لا مركزيتها، مع العلم أن هذه الميزة بالتحديد تضمن له إمكانية الصمود في مواجهة التقلبات والسيطرة الخارجية.
علاوةً على ذلك فإنه يتم تأمين الشبكة الخاصة بها عبر مجموعة كبيرة من عمال المناجم، مما جعلها أكثر سلاسل الكتل أمانًا التي يمكن الاعتماد عليها، وبالتالي أدى ذلك إلى ثقة المستخدمين فيها. لعل القيمة طويلة الأجل لعملة البيتكوين تؤكد على الضغوط التي تتعرض لها العملات الورقية إثر ارتفاع ديون الحكومات في كافة دول العالم، ولكن هذا يتناقض مع العرض الثابت للبيتكوين الذي بلغ حوالي 21 مليون عملة، لذا فإنه يُعد ملاذًا للكثيرين ضد التضخم. كما أنه في ظل حالة الشتات الناشئة في الأسواق، وعدم وجود أخبار مؤكدة، يقدم البيتكوين أصلًا بديلًا آخر لا يرتبط بأي نظام سياسي أو اقتصادي بشكل مباشر.
كما أن التبني المؤسسي للعملة يزيد من قوتها، خاصةً مع الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة بات الأمر أكثر تيسيرًا، حيث بدأ المستثمرون في إضافتها إلى الميزانيات العمومية. هناك الكثير من الآراء التي تشير إلى ضرورة النظر إلى تاريخ البيتكوين باعتباره دليلًا على ما سيحدث في المستقبل، وعند الأخذ بهذه المشورة يمكن القول أن الانخفاضات الكبيرة التي تعرض لها مسبقًا غالبًا ما يأتي بعدها ارتفاع قوي، ولكن لا يمكن اعتبار ذلك دليلًا قطعيًا.
إن كل ما يمكن فعله لتجنب الخسارة في ظل هذه التقلبات هو الحفاظ على منظور طويل الأجل، أما لمن يفكر في شراء البيتكوين في الوقت الحالي أم لا، فمن الأفضل أن تبقَ على اطلاع دائم بأحوال السوق مع الحرص على عدم التأثر بكل ما هو قصير الأجل.
اقرأ أيضًا: بعد التنصيف لم لا ترتفع عملة البيتكوين؟
فبالرغم من هذه التخبطات لا تزال أساسيات عملة البيتكوين قوية، ولا تزال تلعب دورها كأصل لا مركزي مهم، ولا تنسَ أنه من الحكمة أن تقوم بالاستثمار فيما يمكنك تحمل خسارته.