تبرز مسألة الاستدامة في عالم العملات الرقمية لكونها واحدة من أهم التحديات التي يمكن مواجهتها، خاصةً مع تزايد الاعتماد على العملات الرقمية في قطاعات عدة لتصبح الخيار الأمثل للأفراد والشركات على حدٍ سواء، إذ أن العملة الرقمية الأكثر استدامة تكون قادرة على تحقيق التوازن المالي المطلوب، فضلًا عن الحفاظ على البيئة قدر الإمكان، ومن خلال هذا المقال يمكننا تناول أهم العملات الرقمية المستدامة، وكيف يمكنها أن تؤثر على التقنيات المختلفة، وهو ما نوافيكم إيَّاه.
استكشاف العملات الرقمية المستدامة
إن التأثير البيئي للعملات الرقمية هو أهم ما يطرح التساؤلات وعلامات الاستفهام، وذلك أهم ما دعا إلى ظهور العملة الرقمية الأكثر استدامة، إذ أنها تحقق أعلى قدر من الاستفادة فأصبحت الأكثر شهرة بين المستخدمين، ومن ثم يمكننا تسليط الضوء على أفضل العملات الرقمية من حيث الاستدامة لعموم الفائدة وهي:
1- عملة كاردانو (ADA)
تُصنف بكونها إحدى العملة الرقمية الأكثر استدامة، فهي تستخدم المنهجية المراجعة بواسطة الأقران، وذلك ما يضمن استدامة الشبكة، ويعزز من خلوها من الكربون، مما يجعلها صديقة للبيئة، يعتمد مشروع كاردانو على بروتوكول Ouroboros لإثبات الحصة (PoS)، وبالتالي يمكنها العمل بكفاءة في استهلاك الطاقة.
للتمكن من تقليل انبعاثات الكربون، ومن خلال خطوة رائعة تعكس التزام كاردانو بالاستدامة المطلوبة، تم إطلاق مؤشرات استدامة متوافقة مع MiCA – وهي اللوائح البيئية الجديدة من الاتحاد الأوروبي – بالمشاركة مع معهد تصنيف الكربون المشفر (CCRI).
لعل تصميم شبكة كاردانو يهدف إلى تقديم نموذج فعال من حيث استهلاك الطاقة، وذلك بالمقارنة مع شبكات إثبات العمل التقليدية (PoW)، في حين أن استهلاك الطاقة لكل معاملة لا يتخطى 0.5 كيلو وات في الساعة الواحدة، وفي ذات الوقت فإن شبكات، مثل: بيتكوين قد تتطلب أكثر من 700 كيلو وات في الساعة، وبذلك يمكن القول أن كاردانو تساهم في تقليل التأثير البيئي بشكل كبير.
2- عملة تيزوس (XTZ)
تم منح ميزة الاستدامة أيضًا إلى عملة تيزوس (XTZ) لتنضم إلى قائمة عملات رقمية لها مستقبل، وذلك بفضل العديد من المزايا التي تقدمها، إذ أنها تعتمد على آلية إجماع إثبات الحصة (PoS)، ومن ثم فهي تحد من استخدام الطاقة عن العملات الرقمية التقليدية لتصبح العملة الرقمية الأكثر استدامة.
يتميز النظام في تيزوس بقدرته على الترقية المستمرة، علاوةً على إضافة ميزات جديدة، وذلك ما يضمن التطوير الدائم وإمكانية التكيف مع أي تحديات أو تحسينات تطرأ على الشبكة، لا سيما فيما يتعلق بكفاءة الطاقة الاستدامة كذلك.
أما فيما يخص استخدام نموذج إثبات الحصة (PoS) الموفر للطاقة، تتجنب تيزوس عمليات التعدين المُستهلكة للطاقة بكثرة، وبدلًا من ذلك يتم استخدام الأنشطة ومعالجتها عبر الخوادم، وذلك ما يضمن استهلاك طاقة أقل لإجراء المسائل الحسابية في شبكات إثبات العمل.
من هنا فإن تيزوس هي خيار آمن خاصةً لمن يضع الاستدامة البيئية في قائمة أولوياته، وذلك بالفعل ما يعزز مكانتها في هذا السوق الرقمي الذي يشهد زيادة الاهتمام بالخيارات الصديقة للبيئة.
3- عملة أيوتا IOTA
عملة أيوتا ذات الهيكل الفريد المُعتمد على Tangle، وهو رسم بياني موجه غير دوري (DAG)، لا يتطلب الحاجة إلى عمليات التعدين التقليدية التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة، وبالتالي فهي تسمح بإجراء معاملات آمنة، حيث تتم المعاملات مباشرة بين الأجهزة على الشبكة دون الحاجة إلى أي وسيط.
يتميز Tangle بقدرته على تأكيد معاملتين سابقتين لكل عملية جديدة، مما يساهم في تسريع نمو الشبكة وزيادة قدرتها على معالجة المعاملات بشكل أسرع وأكثر من حيث الكفاءة، ولعل هذه الخاصية تجعلها قادرة على التعامل مع عدد أكبر من المعاملات في الثانية الواحدة، وحتى مع توسع الشبكة، فهي تحافظ على استهلاك منخفض للطاقة.
نأتي للأداء الاستثنائي لكفاءة الطاقة، فهي لا تستهلك سوى 0.11 واط لكل معاملة في الساعة، مما يجعلها واحدة من أحسن العملات الرقمية كفاءة في استهلاك الطاقة، كما أنها من أشهر العملات الرقمية المتوقع ظهورها بشكل أكبر في المستقبل وهي العملة الرقمية الأكثر استدامة.
4- عملة ألغوراند (ALGO)
عُرفت Algorand بكونها العملة الرقمية الأكثر استدامة؛ وهذا يرجع إلى اعتمادها على آلية الإجماع Pure Proof-of-Stake، فهي توفر مزيجًا رائعًا من الأمان واللامركزية، فضلًا عن القابلية للتوسع دون التأثير على الاستدامة، فباتت ضمن أهم عملات ستنفجر في 2025.
علاوةً على ذلك فهي تدعم تحقيق الأهداف البيئية من خلال الشراكات الاستراتيجية كتعاونها مع شركة ClimateTrade التي تركز على تعزيز الشفافية في تقارير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ولعل هذه الشراكة تمثل خطوة واعدة نحو تحقيق هدف الشركة في تعزيز مكانتها كخيار صديق للبيئة في هذا العالم المُتنامي.
تستهلك ألغوراند جزءًا بسيطًا من الطاقة بالمقارنة مع شبكات البيتكوين على سبيل المثال، وبالرغم من عدم إعلان استهلاك الطاقة الفعلي لكل معاملة بشكل رسمي، ولكنها أصبحت تلبي جميع متطلبات المستثمرين خاصةً الذين يسعون إلى دعم مشاريع تكنولوجية مبتكرة تواكب الاحتياجات المُستقبلية.
5- عملة نانو Nano
ضمن أفضل عملة رقمية للشراء الآن هي عملة ” نانو “، إذ أنها تتسم بالاستدامة بفضل تصميم آلية الإجماع الفريدة التي يُطلق عليها اسم ” التصويت التمثيلي المفتوح (ORV) “، في هذا النظام يقوم مالكي الحسابات بتعيين ممثلين للتحقق من صحة المعاملات.
ومن أهم السمات البارزة كذلك هي السرعة العالية للمعاملات، واستهلاك الطاقة المُنخفض، وهذا ما يجعل عملة النانو قادرة على العمل مع تأثير بيئي شبه معدوم، ولعل هذا يتفق مع المجهودات العالمية المبذولة من قبل المبادرات لتقليص البصمة الكربونية وتعزيز التنمية المستدامة في مجال التقنيات المالية.
أما من حيث استهلاك الطاقة يمكن مقارنة الطاقة المستدامة لكل معاملة بالكهرباء التي يحتاج إليها المصباح الكهربائي في خلال نفس الفترة الزمنية، وبالتالي فهي تلبي احتياجات المستخدمين الباحثين عن حلول أكثر أمانًا وسرعة.
تعكس مشاريع العملات المشفرة مثل نانو مستقبلًا واعدًا، حيث تساهم التقنيات الرائدة في تقليل انبعاثات الكربون واستخدام الطاقة، ومن ثم فإن هذه المشاريع تلعب دورًا حيويًا في التزامها بالبيئة، والدفع نحو النمو والازدهار الرقمي.
أفضل منصة لشراء العملات الرقمية المستدامة
إن منصة plasbit تمكنت من الجمع بين العملات الرقمية المستدامة حتى تكون شريكك في المستقبل، وما يميز المنصة أنها سهلة الاستعمال، وذات واجهة سريعة التنقل، وتقبل المنصة الإيداع بعدة طرق، مثل: التحويلات البنكية، والبطاقات الائتمانية، وباي بال. تتيح المنصة أيضًا تخزين العملات الرقمية المستدامة لديها على المدى الطويل من خلال فتح محفظة رقمية بها.
يمكن أيضًا الاستمتاع بجزء من العملات الرقمية المُخزنة في شراء الخدمات والمنتجات عن طريق شراء إحدى البطاقات المشفرة التي توفرها المنصة. مع العلم أن المنصة آمنة تمامًا لاتخاذها العديد من الإجراءات الأمنية الصارمة، كما أنها تعتمد على المصادقة الثنائية والبيومترية، وخاصية القفل الزمني للإعدادات. يُمكن شراء العملات الرقمية المستدامة بسهولة من خلال المنصة عبر اتباع الخطوات الآتية:
- زيارة منصة plasbit.
- الضغط على أيقونة (Get Started).
- إدخال البريد الإلكتروني، وكلمة المرور.
- كتابة كود التفعيل المُرسل إلى رقم الجوال المُسجل لدى المنصة.
- النقر فوق (Exchange).
- اختر العملة الرقمية الأكثر استدامة التي ترغب بها.
- حدد عدد العملات، والعملة النقدية التي تريد الشراء بها.
- اضغط على أيقونة (الشراء).
التأثير البيئي لتعدين البيتكوين
لا شك أن العملة الرقمية الأكثر استدامة هي التي تمثل المستقبل؛ وذلك لأن تأثيرها البيئي هو الأقوى، حيث إن عملية تعدين البيتكوين تحتاج إلى طاقة أكبر، وذلك ما زاد من البحث حول أفضل عملة رقمية للشراء الآن؛ لتحقيق العوائد الاستثمارية المرجوة.
استهلاك الطاقة المرتفع وانبعاثات الكربون
تتمثل أهم تحديات العملة الرقمية الأكثر استدامة وعملية تعدين البيتكوين بالأخص في الكميات المُستهلكة من الطاقة، ووفقًا للدراسات التي تم إجراؤها مؤخرًا فإن تعدين البيتكوين يستهلك ما يقرب من 173 تيراواط في الساعة خلال عام واحد، وهي كمية تفوق الاستهلاك السنوي للكثير من البلدان.
وهذا بسبب استهلاك الطاقة المفرط؛ لحل المسائل الحسابية المُعقدة التي تحمي معاملات البيتكوين وتحمي الشبكة قدر الإمكان، وتزداد المشكلة تعقيدًا إذ أن البيتكوين لا يعتمد إلا على مصادر الطاقة غير المُتجددة، وفي الواقع إن ما يُقدر بـ 67% من طاقة التعدين تأتي من مصادر ملوثة.
إن الفحم وحده يوفر 45% من إجمالي الطاقة المُستخدمة، وهو يشير إلى الكميات الكبيرة من الانبعاثات الكربونية، حيث يتم إطلاق ما يقرب من 86 ميغا طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويًا، وهذه النسب تعكس مدى تأثير عمليات التعدين على البيئة بوجه عام.
تأثير المياه والأرض
ولا نقف إلى هذا الحد فقط، فما زلنا في صدد تأثير عمليات التعدين السلبي على العملة الرقمية الأكثر استدامة، حيث إنها تحتاج إلى كميات كبيرة من موارد الأراضي والمياه، فيمكن القول أنها تستنزف حوالي 1.65 كيلو متر مكعب من المياه كل عام، وهو ما يعادل كمية كافية لملء 660 ألف حمام سباحة أوليمبي أو أكثر.
يجب العلم أن هذه الأرقام لها تأثيرًا بيئيًا على عملية التعدين، إذ أن القيام بهذه العملية بإمكانه أن يحتل مساحة واسعة تصل إلى 1870 كيلو مترًا مربعًا، أي ما يعادل 1.4 مرة من حجم مدينة لوس أنجلوس.
الفوارق الاقتصادية
يجب الإلمام بكيفية التقليل من التكاليف، وذلك أهم ما يُشغل تفكير مستخدمي التعدين، فيقوموا باللجوء إلى المناطق التي تتمتع بأسعار طاقة منخفضة، مع العلم أن هذه الشركات لا تساهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي بل قد تضر بالموارد المتاحة بخلاف ذلك.
إن هذه المؤسسات تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، وهذا ما يؤدي إلى نقص حاد في الطاقة المتاحة للآخرين، ومن ثم ارتفاع سعرها، وبالنظر إلى الجانب السلبي فهذا يؤدي إلى تفاقم كلٍ من المشكلات البيئية والصحية، وهذا ما يضيف عبئًا إضافيًا على الموارد الصحية المتاحة.
أما فيما يخص الفوائد الاقتصادية الناجمة عن عمليات التعدين فهي محدودة أو تكاد تكون غير موجودة لا سيما في المجتمعات المحلية، حيث إن مرافق التعدين تعتمد على التقنيات المُستحدثة، وحتى المكاسب المالية التي يتم تحصيلها إثر هذه العملية لا تُذكر.
جميع هذه الحقائق تبرز الحاجة المُلحة إلى التشريعات الصارمة التي تضمن أن عمليات التعدين سوف تتم بطريقة تدعم الاقتصاد المحلي، ولا تؤدي إلى استنزاف الموارد البيئية أو الإضرار بالمجتمعات على الإطلاق.
معالجة تحدي الاستدامة
إن التحديات التي سبق ذكرها أثارت العديد من التساؤلات حول أفضل عملة رقمية للشراء الآن، وذلك لأن السوق الرقمي يتسم بالتقلب من آنٍ إلى آخر، ولعل التكاليف البيئية الناتجة عن عمليات تعدين البيتكوين أحدثت جدلًا واسعًا حول ضرورة اختيار أفضل العملات الرقمية بناءً على الاستدامة.
حيث إن هناك العديد من العوامل التي تساعدك على هذا الاختيار خاصةً بعد اتخاذ الإجراءات الصارمة بشأن معالجة التأثيرات من خلال أكثر من حل آمن مثل: الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، حيث يتم تقليل استهلاك الطاقة بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك قد يكون من المجدي أثناء البحث عن العملات الرقمية المتوقع ارتفاعها أن تضع في اعتبارك استخدام العملات الرقمية البديلة باعتبارها الأكثر استدامة، إذ أنها تعمل على تقديم ذات الخدمات المُقدمة من قبل العملات التقليدية ولكن مع ضرر أقل، ولا شك أن الاستدامة هي التي تمثل المُستقبل الواعد، إذ أنها تحقق التوازن المطلوب.
كفاءة الطاقة لإثبات الحصة مقابل إثبات العمل
لا غنى عن تعيين طرق تأمين العملات المشفرة قبل إجراء المعاملات، فهذا يساهم في التعرف على العملة الرقمية الأكثر استدامة، حيث يتم الاعتماد في هذا على كلٍ من آلية إثبات الحصة (PoS)، وإثبات العمل (PoW)، حيث إنهما يتفاوتان من حيث الاستدامة البيئية والطاقة.
المخاوف المتعلقة بالطاقة والبيئة
قبل التساؤل حول أفضل العملات الرقمية للتخزين لا بُد من التعرف على التحديات المُتعلقة بالبيئة والطاقة كذلك، حيث إنه يتم استخدام آلية إثبات العمل للتحقق من المعاملات، وحل المشاكل الرياضية المُعقدة التي تواجه عمال المناجم قبل إضافة كتل جديدة إلى البلوكتشين.
فيتم استخدام أجهزة الحواسيب الآلي بالاعتماد على العملة الرقمية الأكثر استدامة لإتمام هذه العملية، وذلك ما يُهدر قدر كبير من الطاقة، وذلك ما يؤدي إلى بصمة كربونية كبيرة، حيث إن الأنظمة القائمة على إثبات العمل كالبيتكوين تعمل على استهلاك طاقة تعادل احتياجات الدول، فلا يمكن الاستهانة بالاستهلاك السنوي البالغ 173 تيروواط في الساعة من الكهرباء، وهي كمية ضخمة للغاية تفوق احتياجات العديد من البلدان حول العالم.
هل يعتبر إثبات الحصة بديلاً أكثر خضرة؟
نعم، حيث إنه يعتبر الأقل تأثيرًا على البيئة بالمقارنة مع إثبات العمل، وذلك ما يجعله الخيار المستدام في المستقبل، لا سيما مع أشهر العملات الرقمية التي يشهد تطورًا كبيرًا يومًا بعد يوم.
فنحن اليوم بصدد حل المشاكل البيئية، وتوفير خدمات أكثر صداقة للبيئة، وإحدى أهم الطرق الفعالة للوصول إلى هذا الهدف هي تطبيق آلية إثبات الحصة (PoS)، حيث يتم اختيار المُحققين بناءً على مقدار الحصة التي يضعونها، أي أنه يتم قفل الأصول الرقمية الخاصة بهم؛ لكي يضمنوا التحقق من صحة المعاملات.
من أبرز الأمثلة على هذا التحول الحادث هو نقل شبكة الإيثريوم من إثبات العمل إلى إثبات الحصة، وهذا يرمز إلى الحد من احتياجات الطاقة المطلوبة، وهذا لا يشير فقط إلى تقليل البصمة الكربونية، بل أيضًا يعتبر مثالًا رائعًا للمنصات التي ترغب في جعل بروتوكولاتها أكثر استدامة.
الاستدامة والاستدامة على المدى الطويل
إن العملة الرقمية الأكثر استدامة هي الخيار الأمثل للتقليل من استهلاك الطاقة، حيث إن إثبات الحصة تؤمن استمرارية تقنية البلوكتشين على المدى الطويل، ولا يمكن التغافل عن دور إثبات الحصة أيضًا في تحسين القابلية للتوسع، مما يعني أنه يمكن أن يتم معالجة أحجام كبيرة من المعاملات دون زيادة في استهلاك الطاقة.
وبالحديث عن التحديات والعوائق الكبيرة التي تواجه المستخدمين الجدد في قطاع العملات المشفرة هي الحاجة إلى المعدات المتطورة، إذ أنها تتطلب استثمارات ضخمة من حيث الأدوات والطاقة، ومع إثبات الحصة يمكن الحد من هذه المتطلبات.
فالآن أنت لست بحاجة إلى أنظمة الحوسبة المعقدة لتأمين الشبكة، كما قد تم تصميم إثبات الحصة لضمان معاملات مستقرة وثابتة، فيتم استهلاك الطاقة بما يلائم أحجام المعاملات، لتكون أكثر توافقًا مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، وبالتالي فإنها تدفع بالبلوكتشين ليصبح جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الرقمي.
لا ننسَ أنه في حين اتسام خوارزمية إثبات العمل (PoW) بالكفاءة المطلوبة، إلا أنها تتعرض لبعض الانتقادات أهمها زيادة أحجام المعاملات، وذلك ما يقلل من الاستدامة، وعلى صعيد آخر فإن إثبات الحصة تلعب دورها للتوافق مع التوجه العالمي نحو خفض الانباعاثات الكربونية، وتحقيق أهداف الاستدامة المرجوة.
اتفاقية مناخ العملات المشفرة ومبادرات البلوكشين المستدامة
إن التحول من آلية إثبات العمل إلى إثبات الحصة له دور حيوي في الحد من استخدام الطاقة في شبكة البلوكتشين، وسعيًا لإيجاد الحلول الأكثر شمولية وكفاءة تسعى المبادرات التي لا تهدف إلى الربح أمثال: Crypto Climate Accord إلى تعزيز الاستدامة من خلال جميع جوانب البلوكتشين وإبراز العملة الرقمية الأكثر استدامة، فقد تم تأسيس هذه المبادرة من قبل مؤسسة Energy Web Foundation وتحالف التنظيم المبتكر، ومعهد Rocky Mountain، وذلك بهدف التصدي بشكل أكثر جدية للتأثير البيئي للبلوكتشين.
الأهداف والحلول
تستمد اتفاقية مناخ العملات المشفرة إلهامها من اتفاقية باريس للمناخ، إذ أنها تستفيد من الشفافية التي توفرها تقنيات البلوكتشين بالاعتماد على عملة رقمية لها مستقبل كالبيتكوين، مع العلم أن الهيئات التنظيمية تتيح استخدام هذه التكنولوجيا؛ بغرض تعزيز إمكانية التحقق من البيانات، وجهود إزالة الكربون.
ومن خلال هذه الشفافية يمكنك متابعة مدى التزام الشركات بالممارسات الخضراء، مع ضمان تحقيق الأهداف البيئية في صناعة العملات المشفرة بشكل موثوق فيه، تشترك الاتفاقية في الهدف ذاته، وهو تحفيز التحول نحو إزالة الكربون، فقد تمكن البرنامج من جمع ما يقرب من 250 منظمة تسعى إلى تصفير استهلاك الكهرباء بحلول عام 2030.
التعاون المجتمعي والاستراتيجيات الموجهة نحو السوق
يُعد اتفاق المناخ من الأمثلة الرائعة التي تشير إلى تغييرات كبيرة فيما يخص التأثير البيئي لشبكة البلوكتشين، فالعملة الرقمية الأكثر استدامة هي الأكثر استقرارًا، حيث إن الاستراتيجيات الموجهة نحو السوق تهدف إلى تحويل العملات الرقمية إلى إحدى أهم الأدوات التكنولوجية دون المساس بالموارد الطبيعية أو استنزافها.
أما عن التعاون المجتمعي يمكن القول أن اتفاقية CCA تتبع استراتيجية مُبتكرة عبر تعزيز التعاون بين المنظمات البيئية ومنتجي الطاقة مع شركات التشفير، وذلك بهدف شمولية الاستدامة البيئية، وانتشار الحلول المبتكرة، حيث إن هذه الاتفاقية تركز على إشراك جميع الأطراف المعنية لإيجاد حلول بيئية فعالة.
كما أنها تتبنى نهجًا يعتمد على السوق في المقام الأول، حيث يتم مكافأة الشركات التي تستثمر في حلول قابلة للتوسع مثل: تقنيات تخزين واستخدام الكربون (CCUS)، وبالتالي يمكن الاستفادة في الحد من البصمة الكربونية، وتحقيق مكاسب مالية طويلة الأمد.
الخاتمة
ولا زال البحث قائمًا حول العملة الرقمية الأكثر استدامة، فأصبحت محطًا للأنظار برغم التحديات التي تواجهها، فقد تمكنت من إحداث تغيير كبير، وتُعد من الخطوات الآمنة التي تضمن استمرارية العملات الرقمية في المستقبل، وهو ما يحقق لها استفادة طويلة المدى.