في الآونة الأخيرة ظهرت نقاشات وأسئلة حول الفرق بين البيتكوين والأسهم، خاصة في ظل الانتشار الواسع الذي شهدته العملات المشفرة، فبعد أن كان البيتكوين حكرا على مجموعة من الناس، صار أداة للتداول والاستثمار، حتى صار يتغلب على الأسهم، ولكن يبقى السؤال أي منهما سيكون الخيار الأمثل للتداول، وسيكون له الغلبة في المستقبل القريب، هذا ما ستحمل إجابته سطور مقالنا التالية.
الفرق بين البيتكوين والأسهم
على الرغم من الاستثمار في البيتكوين يحقق مكاسب هائلة على المدى القريب إلا أن طبيعته اللامركزية قد تسبب خسائر فادحة، لكن هذا لا يجعل من الأسهم ملاذ آمن للاستثمار، ولكن يبقى السؤال إذا كان لكل منهما خطورته فما الفرق إذا بين البيتكوين والأسهم من حيث مخاطر الاستثمار، هذا ما ستوضحه السطور التالية:
أولا: تقلبات السعر
من المعروف أن البيتكوين يتأثر بشكل كبير بتقلبات السوق والأخبار التي تحدث عالميا لدرجة أن سعره ممكن بين ساعة وأخرى يرتفع لآلاف الدولارات، وقد يهبط لدولار واحد، لذا إذا حدث وانخفاض سعره إلى مستوى متدني قد يسبب خسائر مالية كبيرة، وهذا ما قد يجهله بعض المبتدئين فيشترون الكثير من عملات البيتكوين دون وعي من أجل تحقيق أرباح سريعة إلا أنهم يفاجأون بخسارة مريبة.
على الجانب الآخر فإن الأسهم لا تحقق مكاسب كبيرة إذا تم مقارنتها بالبيتكوين إلا أن أسعارها ثابتة ولا تتعرض للتقلبات المفاجأة حيث إنها تعتمد على الوضع الاقتصادي.
ثانيا: الرقابة والتنظيم
يعد عدم وجود رقابة وتنظيم في عالم العملات المشفرة هو جوهر الفرق بين البيتكوين والأسهم، حيث إن الاستثمار في الأول لا يخضع لأي سيطرة من الجهات الحكومية، أو تتبع أي مؤسسة مالية، لذا من السهل للمستثمر في البيتكوين التعرض للنصب وضياع الأموال، وهذا ما يجعل مخاطر التداول في البيتكوين أعلى.
أما في حال الاستثمار في سوق الأسهم فمن الصعب التعرض لعمليات الاحتيال، ويرجع ذلك إلى أن عمليات الاستثمار تخضع لرقابة الجهات المالية والحكومية مما يوفر بيئة استثمار آمنة.
ثالثا: أمان المعاملات
لا يمكن إغفال جانب الأمان عند عمل مقارنة بين الأسهم والبيتكوين، لأن المخاطر الأمنية التي تحيط بالبيتكوين تجعل منه استثمار غير آمن، حيث إن معاملات العملات المشفرة لا تتطلب أي معلومات عن المستثمر، وهذا ما يجعلها عرضة لدخول المنتحرين والمخترقين، لذلك فأي أموال تفقد لا يمكن إرجاعها.
على النقيض تماما، الاستثمار في الأسهم، فيتم تحت رقابة الدول التي تضع قوانين تضمن رقابة سوق الأموال ويلزم التأمين بتوفير الأموال في حالة سرقتها.
رابعا: الحالة الاقتصادية للشركات
تعبر الأسهم عن حالة الشركات، فهي ترتبط بنمو الشركة، لذلك فأي قرارات خاطئة، من شأنها أن تخسف بقيمة السهم، كما أن التغيرات الاقتصادية وانخفاض المبيعات يؤثر في سعر السهم بالسلب، وهذا لا يحدث في البيتكوين؛ حيث إنه لا يتعلق بالشركات وإنما يتأثر بمعنويات السوق.
خامسا: التقلبات الاقتصادية العالمية
تعد التقلبات الاقتصادية والركود الاقتصادي واحد من أبرز مخاطر التداول بالأسهم، حيث إن السهم يرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع الاقتصادي العالمي، ففي حالة الأزمات تنهار الأسهم، وهذا لا يتحقق بشكل كبير في البيتكوين، فعلى الرغم من تأثره أيضا، إلا أنه تأثير بسيط.
ختاما: إذا احتار البعض عند اختيار الأسهم أم البيتكوين فعليه أن يعي حجم المخاطر التي تحيط بكل منهما، وفهم طبيعة عملهما، بالإضافة إلى مستوى تحمله لهذه المخاطر وكيف يواجهها، بشكل عام كل مستثمر عليه أن يختار ما يفيده في خطة استثماره، بعد دراسة وافية لمخاطر تداول البيتكوين مقابل الأسهم.
استراتيجيات إدارة مخاطر البيتكوين
لاستثمار ناجح، خال من الخسائر الفادحة في البيتكوين، يجب أن يكون المستثمر على دراية بالمخاطر التي تغلف البيتكوين، والتي قد تؤدي إلى ضياع رأس المال دون فائدة تذكر، لذلك عليه أن يأخذ التدابير اللازمة التي تحميه من هذه المخاطر، وهي كالتالي:
1. تحديد أهداف واضحة للتداول
لا تبدأ التداول بالبيتكوين قبل أن يكون لديك هدف واضح وصريح، ويساعدك هذا الأمر على نقاط الدخول والخروج، بالإضافة إلى القدرة على تحمل المخاطرة، كذلك تفيدك هذه الأهداف في وضع إستراتيجية سليمة تعينك على اتخاذ قرارات صحيحة من شأنها حمايتك من مخاطر البيتكوين.
٢. القدرة على اتخاذ قرار وقف الخسارة
يجب قبل الدخول في مجال تداول البيتكوين، تحديد نقطة سعر تقف عندها في حال الخسارة، حتى لا تتعرض إلى ضياع أموالك بأكملها.
٣. تنويع المحافظ الاستثمارية
في قاعدة معروفة بأنه ليس من الصحيح وضع البيض في سلة واحدة، لذلك عليك تنويع المحافظ الاستثمارية ووضع رأس المال في عدة قطاعات متباينة، فإذا خسرت في قطاع فمن الراجح أن يكون المكسب حليفك في قطاع آخر. لذا عليك اختيار محفظة رقمية موثوقة وآمنة للاعتماد عليها خلال فترة التداول، مثل: محفظة Plasbit.
٤. الحد من الرافعة المالية
لا تستخدم قدر كبير من الرافعة المالية في عالم العملات المعدنية، لأن عدم الاستقرار الذي يحيط بها قد يؤدي بك إلى خسائر ضخمة، لا يمكن تحملها، وهناك دراسة تقول بأن الكثير من الأشخاص يخسرون أموالهم في أثناء التداول.
٥. الاطلاع على الأخبار وتغيرات السوق
يعتمد التداول في البيتكوين بشكل كبير على التنبؤات، لذا يجب أن يكون عندك دراية متجددة، بما يدور حولك من أحداث، من شأنها أن تعظم من مكاسبك، وتقلل من الخسائر، ويرجع ذلك إلى كون البيتكوين يتأثر بالأخبار والتغيرات العالمية، مما يجعلك قادرا على التحكم في التداول وإدارته بشكل صحيح.
إن استخدام هذه الاستراتيجيات ليس بالضروري يعني حمايتك من خسائر التداول بالبيتكوين، ولكنها بكل حال سوف تجعلك قادرا على تحقيق المكاسب وتعويض الخسائر.
اقرأ أيضًا: مخاطر البيتكوين Bitcoin وما يجب مراعاته عند الشراء
الاختلافات الجوهرية بين البيتكوين والأسهم
الأسهم أم البيتكوين؟ هذا السؤال يتردد على بال الكثير من الناس بمجرد ذكر مدى خطورة كل منهما في مجال ارتداول، والإجابة على هذا السؤال تكمن في إطار فهم الفرق بين البيتكوين والأسهم، فالبيتكوين عملة لامركزية، تتسم بالخصوصية،، على عكس الأسهم التي تمثل ملكية عامة للشركات، وفي ضوء ذلك نعرض مقارنة بين الأسهم والبيتكوين:
١. أوقات التداول
تخضع أسواق الأسهم لفترات عمل معينة، فلها وقت افتتاح وكذلك إغلاق، كما أنها تكون مغلقة في العطلات الرسمية، وهذا على عكس البيتكوين، الذي لا يخضع لأي وقت كما هو الحال في عدم خضوعه لأي سيطرة مركزية، وبناء على ذلك، فإن المتداولون بالبيتكوين لهم حرية اختيار وقت عملهم، وهذا يوفر لهم مرونة كبيرة، واتخاذ قرارات، تبعا لأحدث التطورات من حوله، وهذا لا يتوفر في الأسهم، وهذا الاختلاف يجذب العديد من العملاء، ويشجعهم على التداول بالبيتكوين.
٢. محدودية العرض
من المعروف أن عدد البيتكوين ٢١ مليون عملة، ومع أن العدد يبدو كبير، إلا أن محدودية العرض من نصيبه، لأن زيادة الطلب يعني ارتفاع السعر، وعلى عكس البيتكوين، فإن للأسهم إمدادات غير محدودة، حيث إن للشركات القدرة على إصدار المزيد من الأسهم، في حال الاحتياج لمزيد من المال، إلا أن هذه العملية من شأنها تقليل قيمة السهم، وهذا يظهر الفرق بين البيتكوين والأسهم، فالطلب الكثير على البيتكوين يزيد من سعره، بينما إصدار المزيد من الأسهم يقلل في قيمتها.
٣. إمكانية الوصول
البيتكوين عملة لامركزية، أي أن أي شخص في العالم، يمكنه التداول بها، لذلك لا تحتاج إلى وسيط، ولكن هذا لا يعني عدم وجود خطورة، بل الخطورة تكمن في هذه الميزة، حيث لا توجد قواعد أو قوانين تحكم هذه العملية، فلا أمان في التعامل، وذلك على عكس الأسهم التي تحتاج إلى وسيط في معظم الأحيان.
كما تشمل إمكانية الوصول حواجز الدخول، والتي نجدها عالية في الأسهم؛ بسبب اللوائح التي تنظم عملية تداولها، أما البيتكوين فلا تحتاج لهذه اللوائح.
٤. رسوم المعاملات
تتباين رسوم المعاملات في حال التبادل بالبيتكوين من مكان لآخر، حيث تخضع لرسوم إيداع وسحب، وبما أنها لا تخضع لأي سيطرة، لذلك ليس هناك توقع بتكلفته إلا أنه في معظم الأحوال تكون أعلى من الأسهم التي تعتبر إلى حدا ما معروفة في جميع البورصات.
في حال رسوم السمسرة نجد أن الأمر مختلف، فالتداول في الأسهم يتطلب عمولات سمسرة، وذلك على عكس البيتكوين الذي لا يوجد به رسوم شبكة، فمن أهم مميزاته كونه لا يحتاج الوسيط.
٥. النظام الضريبي
عند إظهار الفرق بين البيتكوين والأسهم في النظام الضريبي نجد أن التداول في كليهما، يلزم معه دفع الضرائب، إلا أن الاختلاف يتجلى في كون الأسهم تخضع لقواعد ضريبية معروفة، لكن الضرائب على البيتكوين نظام معقد حيث إنه لا يخضع للرقابات، فهي لا تزال تشن القوانين الخاصة بالتداول بالبيتكوين، تبعا التغيرات التي تطرأ عليه بشكل مستمر، لذلك فإن النظام الضريبي للأسهم أسهل منه في البيتكوين.
بعد عرض المعلومات الوافية حول الأسهم و البيتكوين في مجال التداول، ومعرفة الفرق بينهما، يمكن لأي شخص يرغب في الاستثمار والتداول تحديد الخيار الذي يتناسب مع إمكانياته، واستعداداته، فلكل منهما مخاطره ومميزاته، والأهم هو الاختيار الصحيح.
البيتكوين مقابل سهم أمازون: أيهما تختار وأي التغيرات تتوقع
في مقارنة سريعة بين البيتكوين بين عام ٢٠٢٠ وعام ٢٠٢٣، نجد أن البيتكوين شهد تغيرات كبيرة في السعر، ففي عام ٢٠٢١، شهد ارتفاعا ملحوظا إلا أنه سرعان ما انخفض بشكل حاد في بدايات عام ٢٠٢٢، على الجانب الآخر أسهم أمازون تأثر بالردود الاقتصادي بشكل طفيف، وهذا يؤكد على استقرار سهم أمازون في مقابل البيتكوين.
لكن بنظرة سريعة، سنجد أن البيتكوين يحقق عوائد أعلى من أمازون، لذلك فهو الخيار الأمثل، لمن يرغب في تحقيق أرباح سريعة، ولا يبالون بالمخاطر، على الجانب الآخر فإن أمازون يعد الاستثمار الأفضل للمستثمرين الذي يريدون تحقيق عوائد طويلة الأجل دون التعرض للمخاطر.
اقرأ أيضًا: كيفية الدفع بالبيتكوين في أمازون
هل البيتكوين ملاذ آمن في الانهيار الاقتصادي؟
ظهرت البيتكوين كعملة رقمية لا تخضع لأي رقابة في محاولة للخروج من النظام المالي، الذي يخضع لسيطرة الحكومات، وقد ارتفع سعره، بصورة كبيرة حتى صار والوحش الذي لا يهدأ، وفي أعقاب الانهيار الاقتصادي عام ٢٠٠٨ الذي ضرب بالحكومات وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي اتخذت بشأنه قرارات، أيقظت العقول وجعلتها تفكر في ملاذ آمن فهل سيكون البيتكوين هذا الملاذ، أم أن هناك أمر آخر، وهذا ما ستحدد وفقا للعوامل التالية:
العرض المحدود
من أهم ميزات عملة البيتكوين، كونها محددة العدد، ولا يمكن أن يزيد، تحت أي ظرف، وذلك على خلاف العملة الورقية، التي يتم طبعها بكميات كثيرة، لمواجهة الأزمات المالية، وهذا ما يجعل البيتكوين ملاذ آمن في وقت الأزمات.
التقلب الشديد
قد لا تكون الخيار الأمثل بالنسبة للناس، ويرجع ذلك إلى السعر غير الثابت للبيتكوين، فتارة تصعد لأعلى السماء، وتارة تهبط مسجلة خسائر فادحة، وهذا ما يجعل المستثمرين يقلق بشأن أمواله، ويتجه إلى الذهب كملاذ آمن.
السيولة
ما ينقص البيتكوين هو الحاجة للانتشار والسيولة القوية، ومع إثبات نفسه كسوف قوي إلا أنه ما يزال غير مقبول مثل الذهب والأوراق المالية، لذلك في حال ارتفاع الطلب عليه بكثرة عند حدوث أزمة، فقد تواجه الشبكة مشاكل عديدة خاصة عند عمليات البيع غير المحسوبة.
صناديق الاستثمار
لا يملك العديد من الناس عملات البيتكوين بصفة مباشرة، ولكن يستثمرون بها عبر صناديق التداول والتي تخضع للبورصة مثل الأسهم العادية، وهذا ما يأخذنا إلى أنه في حالة الانهيار الاقتصادي، تتعامل هذه الصناديق معاملة الأسهم، وسيتم بيعها وهذا بالتأكيد سيجعل البيتكوين ملاذ غير آمن عند الاضطرابات الاقتصادية.
فوائد الاحتفاظ بالبيتكوين: ملاذك الآمن
الاحتفاظ بالبيتكوين هو مصطلح يستخدمه المستثمرون في العملات الرقمية وأبرزها: البيتكوين، والذي يعني شراء عملات البيتكوين والاحتفاظ بها لفترات طويلة بدلا من بيعه وذلك من أجل تحقيق مكاسب على المدى الطويل، ولهذه الاستراتيجية ميزات،أهمها:
الحماية من التقلبات السريعة
على الرغم من أن عملة البيتكوين هي الأكثر من ناحية التقلبات السريعة إلا أن الاحتفاظ بالبيتكوين لفترات طويلة، وعدم بيعه في فترة الانخفاضات، له أثر إيجابي، لأن البيتكوين كعملة، تتجه للزيادة والانتشار أكثر من كونها تتعرض للانخفاضات، مما يعني أن الاحتفاظ بها على المدى الطويل يزيد من مكاسب المستثمرين.
عدم حدوث تضخم
التضخم لا يحدث سوى في العملات الورقية، فيحدث تقليل لسعر العملة، لمواجهة بعض الأزمات المالية، ولكن البيتكوين بمنأى عن هذا الأمر، لأن العملة الرقمية لا تقل قدرتها الشرائية بمرور الوقت، قد ينتابك سؤال ما بشأن الفرق بين البيتكوين والأسهم من حيث الخطورة.
فإذا كان البيتكوين أكثر خطورة من الأسهم، فلماذا يتم الاحتفاظ بالعملات الرقمية على المدى البعيد، بكل سهولة فإن المستثمرين على استعداد لتحمل هذه المخاطر في مقابل المكاسب الهائلة التي سيحصلون عليها على المدى البعيد، علاوة على أن العملة الرقمية لن ينال منها التضخم.
لماذا تم تصميم البيتكوين؟
في الحقيقة ظهرت عملة البيتكوين لحل العديد من المشاكل المتعلقة بالنظام الاقتصادي التقليدي والتي تتلخص في الإنفاق المزدوج وقضايا الثقة، فمكنت مستخدمي البيتكوين من إجراء نفس معاملتين في آن واحد، بالإضافة إلى أنها أتاحت إجراء معاملات من شخص لآخر دون وسيط.
الخاتمة
في ختام مقالنا حول الفرق بين البيتكوين والأسهم نكون أحطناكم بشأن المعلومات التي تخص كل منهما، والمخاطر المحتملة عند التداول بهما، وما هي الأسس التي يمكن عن طريقها اختيار العملة المناسبة للاستثمار، وعلى الرغم من المكاسب الكبيرة التي تتحقق من جراء التداول بالبيتكوين إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل المخاطر التي تحيط بها، بسبب تقلباتها الكبيرة، ولكن يمكن الابتعاد عن هذه الخطورة في حال دراسة السوق بشكل وافي يجعلنا نتخذ القرارات الصحيحة.