من المتعارف عليه أثناء توقعات المستقبل بشأن البيتكوين أنه يجب وضع الأنماط التاريخية في عين الاعتبار، أي أنه ما حدث في الماضي بإمكانه أن يتكرر بحذافيره، لذا فإن بعد التنصيف دائمًا ما يأتي ارتفاع للبيتكوين، فلماذا لم يرتفع إلى الآن؟
ما هو تنصيف البيتكوين (الهالفينج)؟
يمكن تشبيه عملية تنصيف البيتكوين بعملية استخراج الذهب من باطن الأرض، فيمكنك تخيل وجود منجم من الذهب، وكل فترة محددة من الوقت يتم استخراج كمية معينة من قبل عمال المنجم. يجري الحال على البيتكوين كذلك، فإن الهالفينج التي يتعرض لها مبرمجة، ومن ثم فإنها تقلل من كمية الذهب التي يتم استخراجها إلى النصف، فقبل التاسع عشر من إبريل الماضي كان عمال المناجم يعملون على حل المسائل الرياضية المعقدة ويحصلون على 6.25 بيتكوين لكل مسألة يتم حلها، أما بعد ذلك فإنهم باتوا يحصلون على 3.125 بيتكوين فقط، وهو ما يحدث بمرور 4 سنوات.
إذا كنت تتساءل عن الغرض الذي تتم من أجله عملية التنصيف فلعلَّه يرجع إلى السيطرة على إجمالي معروض البيتكوين، مع العلم أن الحد الأقصى له هو 21 مليون عملة، ومن ثم فإن عملية التقسيم إلى النصف تحافظ على المعادن الثمين لا سيما مع ثبات الطلب على البيتكوين أو زيادته بينما العرض لا زال مقيدًا. أشاد أنصار عملية تنصيف البيتكوين إلى الأحداث السابقة باعتبارها أحد البراهين على ما سيحدث في المستقبل قائلين أنه قد حدث ثلاث عمليات سابق للتقسيم في عام 2012، و2016، و2020، وفي العالم التالي للتقسيم استطاع المستثمرون تحقيق عوائد كبيرة ومجزية.
اقرأ أيضًا: هبوط عملة البيتكوين دون 64 ألف دولار .. ما القصة؟
فقد شهد النصف الثاني من عام 2020 على وجه التحديد أكبر الارتفاعات الديناميكية في قيمة البيتكوين، فقد وصل سعره إلى 8628 دولارًا في 10 مايو، كما أنه بحلول نهاية 2020 وصل سعره إلى 28888 دولارًا، وذلك بمقدار زيادة هائلة وصلت إلى 234%، كما أنه بعد مرور عدة أشهر من التقسيم وصل سعر البيتكوين إلى 57278 دولارًا، بزيادة قُدرت بـ 563%.
بعد التنصيف لم لا ترتفع عملة البيتكوين؟
بعد مرور شهر إبريل كان الجميع في حالة من الترقب بعد التنصيف، وذلك لما هو متوقع من ارتفاع أسعار العملات المشفرة الأكثر انتشارًا في العالم، ولكن منذ ذلك الحين ظل البيتكوين راكدًا، بل أنه انخفض منذ السادس عشر من شهر يوليو. بالفعل يُظهر التاريخ أن ارتفاع البيتكوين يستغرق بعض الوقت، حيث صرح المؤسس المشارك لشركة إنترأكسيس آدم بلومبرج قائلًا: “إذا نظرنا إلى الدورات السابقة، فسوف ندرك أن السعر انخفض في البداية بعد النصف. غالبًا ما يحتاج عمال مناجم البيتكوين إلى البيع مع انخفاض إيراداتهم إلى النصف، بينما تظل نفقاتهم كما هي”.
لكن يجب العلم أنه برغم الاتجاهات التاريخية التي قد تصدُق أحيانًا، إلا أنها لا تضمن ما سيحدث في المستقبل، خاصةً أن كل دورة تحدث وكل وقت وله ظروفه المختلفة، فلا يمكننا توقع نفس النتيجة دائمًا. يمكننا توقع مجموعة من الأسباب المحتملة لعدم ارتفاع سعر البيتكوين إلى الوقت الحالي ومنها: التسعير في المكاسب المستقبلية لا سيما مع موافقة وافقت لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكي على صناديق الاستثمار المتداولة.
اقرأ أيضًا: هل ما زالت البيتكوين هي المتحكمة في سوق العملات الرقمية؟
علاوةً على مجموعة من العوامل الاقتصادية وخيارات الاستثمار الأخرى التي تجذب المستثمرين، كما أن الحكومة الألماني تسعى الآن إلى بيع كميات كبيرة من البيتكوين، وهو ما يمثل تحديًا آخر، ففي خلال الشهر الماضي فرغت ألمانيا ما وصل إلى 50 ألف بيتكوين التي تم الاستيلاء عليها من قبل موقع قرصنة الأفلام في يناير الماضي.