مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية، تتوجه الأنظار إلى البيت الأبيض، حيث تعني هذه الانتخابات للكل أهمية كبيرة للغاية، سواء على المستوى السياسي، والاقتصادي، وليست العملات الرقمية بمنأى عن هذا الأمر، خاصة أن المرشح الرئاسي “دونالد ترامب”، والي شغل منصب الرئاسة قبل الرئيس الحالي، كان قد نوه إلى الاهتمام بالعملات الرقمية “البيتكوين”، لذلك يعتبر البعض أن فوزه بالرئاسة، ستكون بمثابة الدعم الكبير لهذا المجال، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة له، وانتشاره على نطاق أوسع، وهذا يرجع إلى أن الولايات المتحدة هي المحرك الاقتصادي الأول في العالم.
هل ترامب خبير في مجال العملات الرقمية كما يظن الناس؟
إن الانتخابات الأمريكية القادمة تمثل نقطة فاصلة للعديد من الأشياء، على رأسها سوق العملات الرقمية، حيث تستعد العملات المشفرة إلى إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وتتمنى فوز المرشح “دونالد ترامب”، وذلك بسبب ما قدمه من تدعيمات في فترته الرئاسية السابقة، لسوق العملات المشفرة. فهل ترامب خبير في مجال العملات الرقمية كما يظن الناس؟
هذا الأمل، جاء من منطلق أن الرئيس الحالي “جو بايدن” كان قد أسند رئاسة لجنة الأوراق المالية، والبورصات، إلى “جاري جينسلر”، وكان هذا الشخص يمثل عقبة كبيرة أمام ابتكار العملات الرقمية، حيث إنه في وقت قيادته، قامت الهيئة بمقاضاة شركة صغيرة للعملات المشفرة، بتهمة الاحتيال، وقد مثلت هذه القضية صفعة على وجه تقدم العملة الرقمية، بالإضافة إلى أنه قد وصف العملات المشفرة، بكونها جزء من عمليات الاحتيال، لذا فإن التطلع إلى فوز ترامب في الانتخابات القادمة، قد تشكل خطوة للأمام في هذا المجال، وذلك من وجهة نظر المحللين، والمستثمرين.
في نفس السياق، تظن “كايتلين لونج”، الرئيسة التنفيذية لبنك كوستوديا: أن تغيير الرؤساء ليس هو الحل بالضرورة، ومن وجهة نظرها فهو لن يشكل أي حل بالنسبة للعملات الرقمية، وأن على القائمين على هذه الصناعة عدم التعويل كثيرا على تغيير الوجوه التي تأتي للرئاسة الأمريكية.
أضافت “لونج”، في إطار حديثها عن مجال العملات المشفرة، أن ترامب كان قد عين “منوشين” كوزير للخزانة في ولايته الأولى، وعرف عن هذا الرجل مناهضته للعملة الرقمية “البيتكوين”، وبينت في حديثها أنه إذا اراد ترامب إثبات رغبته في تطوير العملة الرقمية، يجب اختيار وزيرًا للخزانة يعمل على تنظيم هذا الأمر، حيث أنه هو المخول بوضع الكثير من السياسات التي تنظم الضرائب، ومكتب مراقبة العملة، بالإضافة إلى شبكة مكافحة الجرائم المالية.
يذكر أن الرئيس ترامب له العديد من التصريحات في مؤتمر “بيتكوين”، قد وعد بجعل الولايات المتحدة عاصمة للعملات المشفرة على هذا الكوكب، وهذا ما جعل الناس يتساءلون هل ترامب خبير في مجال العملات الرقمية، وهذا ما ستوضحه الأيام المقبلة في حال فوزه بالرئاسة.
اقرأ أيضًا: ارتفاع أسعار البيتكوين بسبب خطاب ترامب 2024 .. فما القصة؟
اختيارات ترامب ودورها في تطوير العملات الرقمية
تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على سياسات العمل الجماعي، اي أن لكل شخص دوره في العمل الحكومي، لذلك فإن اختيارات ترامب لفريقه الرئاسي هو ما سيشكل الخطوة الأهم لدعم صناعة العملات الرقمية، كما يوجد انقسامات هائلة بين تبني التشفير التي تتراسه، “وول ستريت”، والأسس الفلسفسة اللامركزية
الجدير بالاهتمام، أن فريق ترامب يؤكد هذا الانقسام، فمن جانب “هوارد لوتنيك”، الرئيس التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد، الشركة المتخصصة في مجال العملة المشفرة، وذلك بسبب تورطه في توفير الحراسة بالمليارات من أصول الخزانة، وذلك لشركة تيثير.
اقرأ أيضًا: تعهد ترامب بإنشاء مخزون وطني من البيتكوين .. فما القصة؟
على الجانب الآخر، تأتي” تولسي جابارد” عضو الكونجرس السابقة، وهي ملتزمة بحرية التعبير، والحق في تطوير العملة الرقمية، وهذا يؤكد على النهج الخاطئ الذي يتبعه ترامب في هذا الأمر، فعلى الرغم من كونهما من الفريق الرئاسي له، إلا أن الاختلافات تبدو جلية للغاية بينهما في نظرة كل منهما للعملات المشفرة.
