تتربع عملة البيتكوين على عرش العملات المشفرة مع قيمتها السوقية التي تصل إلى 1.3 تريليون دولارًا، لذا فإن الكثير من المستثمرين يضعون هذه العملة في أولى اعتباراتهم بإضافتها إلى محافظهم الرقمية. فهل ما زالت البيتكوين هي المتحكمة في سوق العملات الرقمية؟
هل ما زالت البيتكوين هي المتحكمة في سوق العملات الرقمية؟
برغم كون البيتكوين هو العملة المشفرة الأكثر من حيث القيمة على مستوى العالم، وكما أن سجلها مليء بالإنجازات التي تم تحقيقها طوال 15 عامًا إلا أنها تواجه العديد من التحديات المستجدة، ولكنها لم تقلل من قيمتها على الإطلاق.
فمن عام 2011 إلى 2021 كان البيتكوين الأفضل أداءً، كما أنه حقق عوائد وصلت إلى 230% سنويًا،في حين أن الأصول الاخرى لم تتمكن سوى من تحقيق 20% سنويًا فقط، بعد ذلك كانت هناك سنة من الانخفاض وهي سنة 2022، وبعدها ارتفع البيتكوين مرة أخرى بنسبة 150%، أما عن النصف الأول من سنة 2024 فقد ارتفع بنسبة قُدرت بـ 50%.
لكن يظل التساؤل هل سيبقى البيتكوين هو المتربع على عرش القمة؟ حيث يتوقع بعض المستثمرين أن زمن البيتكوين قد انتهى، والآن حان وقت العملات المشفرة الجديدة التي لاقت صدى واسع على مستوى العالم، بينما لا يزال البعض يقر بالتفاؤل بأن البيتكوين سوف يستمر في تحقيق عوائد رائعة في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك فإن روح المغامرة والمكافأة جعلت البيتكوين يتمتع بمكانة فريدة ومميزة عن سائر العملات الأخرى، كما أنها الخيار المثالي عند الرغبة في تنويع المحافظ الاستثمارية، وعلى صعيد آخر فإن كنت مصابًا بالتشاؤم تجاه إحدى العملات فعليك دراسة خصائصها بما يتناسب مع اتجاهات السوق.
مع العلم أن البيتكوين يتم وصفه بخصائص تناظر الذهب والفضة، أي أن المعروض منها محدود فهو لا يتخطى 21 مليون عملة أي أنها تتمتع بالندرة، ومن ثم فإن آلية البيتكوين الفريدة من نوعها جعلت منها أصل مضاد للتضخم، حيث إنه بمرور كل 4 سنوات تقل قيمتها إلى النصف، وبالتالي فإنه يتم اعتبارها كالذهب الرقمي، ويتم التحوط بها ضد التضخم.
اقرأ أيضًا: عملة البيتكوين تعزز من وضعها الشرعي .. فما القصة؟
قبول البيتكوين بالرغم من هبوطها
مع إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة الجديدة الخاصة بعملة البيتكوين للمرة الأولى في يناير من عام 2024، تمكن المستثمرين من شراء العملة بشكل ميسر كشراء أسهم التكنولوجيا التي يفضلونها، ففي خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024 شهدت صناديق الاستثمار تدفقات هائلة وصلت إلى 30 مليار دولارًا، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الطلب على هذا المنتج.
لعل إطلاق صناديق الاستثمار يشير إلى القبول التام لعملة البيتكوين بين المتداولين، سواء أكانوا مبتدئين أم محترفين، وهو ما يجعلها تحظى باهتمام متزايد بالفعل، وهو ما دفع بعض المؤسسات المالية في وول ستريت أن تدعم هذه الصناديق.
هل يمكن أن تحل عملة أخرى محل البيتكوين؟
الآن تمكنت العديد من العملات المشفرة الأخرى أن تكون منافسة للبيتكوين، ولعل أهم هذه العملات هي الإيثيريوم، فمنذ إطلاقها في عام 2015 وهي عملت كمنافس قوي للبيتكوين لا سيما أن البعض اعتقد أن لديها إمكانية لتخطي القيمة السوقية التي وصل إليها البيتكوين.
اقرأ أيضًا: توقعات سعر البيتكوين: هل ستصل إلى 100 ألف دولار هذا العام؟
كما يُعتقد أن الإيثيريوم لديها العديد من الاستخدامات الأخرى، وهو ما جعلها تحقق عوائد مجزية في السوق في العقد الماضي، ومن المتوقع لها في خلال وقتٍ قريب الحصول على صناديق الاستثمار المتداولة الفورية. مع هذا يجب العلم أن القيمة السوقية الإجمالية للإيثيريوم أقل من البيتكوين على أيةِ حال، كما أنها بحاجة إلى تسريع معدل النمو الخاص بها؛ لكي تتمكن من تخطي البيتكوين، ففي الآونة الأخيرة يظل البيتكوين هو المعيار الأهم والأوحد للمستثمرين، وذلك برغم التقلبات التي يتعرض لها.