في ظل التقلبات التي يعاني منها البيتكوين في الآونة الأخيرة، تزداد التساؤلات حول هل يجب شراء البيتكوين في الوقت الحالي؟
هل يجب شراء البيتكوين في الوقت الحالي؟
تمر البلاد حاليًا بحالة من عدم اليقين الاقتصادي لا سيما مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد التقلبات، ومع ذلك فقد استمر مجال العملات المشفرة في جذب انتباه الكثير من المستثمرين سواء المحترفين أو المبتدئين منهم.
قد تم المناقشة في هذا الموضوع من قبل مذيع المائدة المستديرة مشاركًا معه روب نيلسون، وريبيكا باركين، والرئيس وسام برايس، فقد بدأ روب نيلسون الحديث حول حالة الهلع السائدة في سوق العملات المشفرة الناجمة عن تقلبات الأسعار، كما أنه أشار إلى أنه بالفعل سوف يتأثر من العوامل الاقتصادية كاحتمالية نشوب بعض الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع الدولار مقابل العملات الأخرى.
استطاعت ريبيكا أن تُلقي بالأضواء على التأثيرات الاقتصادية على سوق العملات المشفرة، فبوجه عام انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 18%، وهذا يعود إلى انخفاض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة قُدرت بـ 12% في يوم الاثنين، مع العلم أن هذا أكبر انخفاض تعرض له منذ عام 1987.
اقرأ أيضًا: ارتفاع أسعار البيتكوين بسبب خطاب ترامب 2024 .. فما القصة؟
صرحت باركين ايضًا بالعديد العوامل الأخرى المساهمة في هذا التأثير مثل تقرير الوظائف، والحد من الاهتمام بشأن استثمارات الذكاء الاصطناعي، حتى إنه في حين كان البيتكوين إحدى العملات الرقمية الأكثر استقرارًا على الإطلاق، إلا أنها لم تسلم من الاتجاهات الاقتصادية. أما في سام برايس فقد قارن ما بين البيتكوين والذهب، باعتبارهما إحدى الاستثمارات المربحة على المدى الطويل التي تستمر لعقد أو أكثر، كما أنه أكد على أهمية عدم الانسياق وراء تحركات الأسعار قصيرة المدى، مع اعتبار البيتكوين يتسم بالأمان في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
أضاف نيلسون إلى جانب تأييده لرأي برايس أن البيتكوين لا زال أصلًا رقميًا يتصف بالقوة والأمان، بالإضافة إلى المزايا الفريدة كقدرتها على النقل وعبور الحدود بخلاف الذهب، فهي تعتبر واحدة من أكثر سلاسل الكتل أمانًا، وهذا يشكل إحدى العوامل المهمة التي تدعم قيمتها. لكن برغم هذه التقلبات لا يمكن أن ننسى التبني المتزايد للبيتكوين، فقد استغرقت وقتًا طويلًا لكي تحقق هذه الفكرة، كما أنه مع الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة بات الأمر يلقى قبولًا متزايدًا في النظام المالي الأوسع نطاقًا.
توجد أيضًا بعض الاعتبارات النهائية التي يجب الإلمام بها وهي النظر إلى الماضي، فيظهر أن الانخفاضات الكبيرة التي يتعرض لها البيتكوين تتوالى بعدها المكاسب الكبيرة، فهي رحلة معقدة، ولكنها على المدى الطويل يمكنها أن تحقق لك ما تصبو إليه. مع العلم أن هذا النمط متكرر كثيرًا في الماضي، ويشير إلى الارتفاع القادم بقوة، ولكن هذا لا ينفي الشعور بالقلق الذي يعتري الكثير من المستثمرين في هذه الفترات؛ هذا لأن استثماراتهم تمثل لهم الأهمية القصوى.
اقرأ أيضًا: بعد التنصيف لم لا ترتفع عملة البيتكوين؟
أما لمن يفكر في شراء البيتكوين في هذه الفترة من الانخفاض، فالجدير بالذكر أنه يجب أن تكون على اطلاع دائم، مع عدم التأثر بالتغييرات قصيرة الأجل، حيث إن أساسيات البيتكوين لا زالت متينة، فهي تظل تقوم بدورها للتحوط ضد التضخم باعتبارها أصل لا مركزي ذو أهمية كبيرة. ومن هنا يمكن القول أن الحل في الاستثمارات طويلة الأجل، فهي القادرة على التخطيط الصحيح للأمور، فالتغييرات القائمة ما هي إلى صفحة وسوف تنطوي مع الزمن، أما الاستثمارات الطويلة فهي البوابة التي سوف تؤدي إلى ارتفاعات جديدة ومميزة في المستقبل لا محالة.
